الحبيب عيدروس بن سميط
الحبيب عيدروس بن سميط
الحبيب عيدروس بن سميط
الجمعة 2 مارس 2018
تريم حضرموت اليمن ….
في صباح يوم الجمعة، وبعد القيام بأداء فريضة صلاة الفجر وبعض أعمال الخير من قراءة قرآن وزيارات وغيرها، ومع استعداد الشيخ الوقور صاحب ال84 عام لصلاة سنة الضحى رفقة زوجته طرق باب بيته أحد الأشخاص يشتكي تعبه وأرقه وغمه وهمه وطلب منه الدعاء وأن يقرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم ليزول ما به من ألم وتعب . ادخله الشيخ كعادته مع الناس بكل فرح وسرور وابتسامة مملوءة بالحب والرحمة وبنية طيبة صالحة واجلسه في محل ضيافته المعتاد لزائريه، واستأذنه قليلاً من الوقت حتى ينتهي من صلاته ، ولكن قدر وأجل الشيخ هذه المرة كان على موعد مع نفسٍ مريضة مليئة بالبغض والكراهية، مشحونة بأفكار ظلمانية، فاقتحم هذا الضيف غرفته دون مراعاة لآداب شرعية أو عادات مجتمعية وباغته فيها وهو يصلي لله رب العالمين بإطلاق النار عليه من خلفه ليفارق الحياة وهو ساجد لله تعالى.
يعد الحبيب عيدروس بن سميط من أحد أبرز صلحاء أهل السنة في اليمن. فهو سليل أسرة متدينة نالت محبة الناس في بلده، حيث يعد والده وجده من أبرز الشيوخ في وادي حضرموت باليمن.
أشتهر هذا الرجل الصالح العابد الناسك بتسكين روع النفوس المضطربة، بالقراءة عليها بشيء من آيات القرآن الكريم وتحصينات سيد المرسلين، فتطمئن وتشفى بإذن الله. وتجاه ذلك كله وما يحمله هذا الرجل من الحب والرحمة للناس قابل خوارج العصر ذلك بحملات تكفير وتشكيك وطعن فيه وفي جملة من أهل الدين والصلاح المشهور لهم بالخير حتى أنتهى الأمر بهم إلى هذه الجريمة البشعة.
روع أولئك الخوارج أهل هذا البيت ومن بجوارهم ومن في بلدهم من المسلمين المسالمين المطمئنين بالله وبذكره بهذا الفعل الشنيع.
رحل الشيخ الوقور إلى لقاء ربه بحالة شريفة وهو على مصلاه ونال فضل الشهادة في بيته، وبقيت روحه وسكينة قراءته ترفرف في ذلك المنزل لتُطمئن أحبابه وتسكِّن نفوسهم.
الحبيب عيدروس بن سميط من مواليد عام 1355 ه- 1936م تقريباً، واستشهد في الرابعة والثمانين من عمره قضى منها عقودًا إمامًا محتسبًا لمسجد الإمام عمر المحضار في تريم الغَنَّاء بوادي حضرموت خلفًا لأبيه وعمه وجده.
رحمه الله وكل علماء وصلحاء الأمة رحمة الأبرار الأخيار.