fbpx

الشيخ المحجوبي شهيد درنة، ليبيا

الشيخ المحجوبي شهيد درنة
Ar

الشيخ المحجوبي شهيد درنة، ليبيا

الشيخ مصطفي بن رجب بن جمعة المحجوبي ولد في مدينة درنة بمحلة المغار، ، يوم الأحد 22 مايو 1945

وكان استشهاده رحمه الله صباح يوم الجمعة 14 من ذي القعدة 1435هـ الموافق 20سبتمبر2013م

كان الشيخ مصطفى المحجوبي رحمه الله نهما للعلم لدرجة أنه عند حصوله على كتاب ما، يعكف عليه ليلته حتى ينتهي من مطالعته فكان طلبته يأتونه بالكتاب ويجنون خلاصته في مجلس اليوم الثاني، حيث أنه رحمه الله كان يتميز بصفاء الذهن والفهم الثاقب لما بين السطور. تلقى العلم عن مشايخ أجلاء؛ منهم الشيخ محمد بو جيدار رحمه الله ثم التحق بالدراسة النظامية بمدرسة مولاي الطيب الابتدائية، وأتم دراسته الإعدادية بمدرسة عزوز وذهب بعد ذلك إلى مدينة البيضاء لاستكمال الدراسة بمعهد الإمام مالك للعلوم الدينية. ثم تلقى علم الحديث عن الشيخ المحدث سيدي المكي حسان شيخ علم الحديث بدرنة، وجالس الشيخ العالم العامل سيدي سعد أبو فارس الصفراني ثلاث عشرة سنة وكان متأثرا بصحبته تأثرا بالغا. وقد نهل من علم مفتي مدينة درنة الشيخ العالم الزاهد سيدي مصطفى الطرابلسي رحمه الله عدة سنوات وكان الشيخ يحبه حبا كبيرًا.

كان رحمه الله لا يتكلف في كلامه تحسين عبارة ولا تنميق مذاكرة بل كان كلامه سجية حسب الحال والوقت والمكان، فإن جالسه الطبيب أو المعلم أو الطالب أو المزارع أو صاحب الحرفة حدثه في علمه وربطه بذكر الله فلا يخلو مجلسه من المذاكرات والحكم والمواعظ، ومن خالطه عن قرب رأى تجسيدا دقيقا لقوله تعالى:” واذكروا الله ذكرا كثيرا ” وللشيخ عدة مؤلفات ومنها؛ زاد المريد في الفقه، مخطوط موسوعة المتون. جمهرة الذاكرين وديوان شعر.

كان الشيخ دائماً ما يوصي بالتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويوصي الطلبة بالتحلي بالآداب المحمدية والمحبة والذكر ونبذ الأخلاق السيئة، ويوصي بالإحسان والمعاملة الطيبة مع الناس عامة والإخوان خاصة، وملازمة الأذكار والأوراد والمحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة، وبالاجتهاد في طلب العلم والمعرفة في كل وقت ويحث الطلبة على حفظ ما يتيسر من كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ المحجوبي كان يمثل أحد اعمدة اهل السنة في مدينة (درنة)، فكان يبني فكر طلبته ومحبيه على منهج أهل السنة الواعي السليم، والذي به انتشر الاسلام في أرجاء المعمورة، فلم يرق لأصحاب الأفكار المخالفة المتطرفة الهدامة منهج الشيخ واسلوبه العلمي الدعوي البنَّاء لبلده وأمته، فسعوا لإبعاده وازالته من طريقهم حتى تخلو لهم ساحة مدينة (درنة) لنشر أفكارهم وضلالاتهم.

لم يعبأ الشيخ رحمه الله اثناء قيامه بالتعليم والعمل والنشر لمنهج أهل السنة في بلده بوجود الجماعات المتطرفة والتي كانت تسعى لإسكات كل صوت يخالف منهجها وما تدعو إليه من أفكار، وكان رحمه الله في أواخر أيامه يردد دائما (إنني الآن على استعداد للقاء الله)

كانت بلده (ليبيا) تعيش فترة شديدة الاضطراب من الناحية السياسية والاجتماعية والأمنية كغيرها مثل بعض الدول العربية بعد ما يسمى (بالثورات العربية)، والتي أدت الى حالة من الفوضى في بلده، فاستغلت الجماعات المتطرفة هذا الوضع لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم السيئة.

كان الشيخ أحد أعضاء اللجنة العلمية العليا لمجلس الدعوة والارشاد في ليبيا ومن أئمة التصوف الإسلامي.  وقد تم اغتيال المحجوبي بمنطقة الفتائح بمدينة درنة امام بيته. ويعد أحد علماء أهل السنة في ليبيا وله عدد من المؤلفات العلمية والدعوية والسلوكية؛ منها: ألفية المحجوبي وهي عبارة عن 1000 بيت للحث على التمسك بالأخلاق والسير في طريق الله.

اغتيل صباح يوم 20 سبتمبر 2013م بعد أن صلى صلاة فجر الجمعة وذهب إلى السوق لكي يحضر الخبز لفطور العائلة وما أن رجع إلى بيته، في منطقة الفتائح حتى وجد رصاص الغدر في انتظاره. وقد شُيّع جثمان الشيخ المحجوبي الطاهر يوم الجمعة 20/9/2013، وقد صلى على جنازته بمسجد الصحابة الآلاف من أبناء مدينة درنه والمدن المجاورة والمحبين له في كل مكان حيث دُفن في مقبرة الصحابة بجوار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصالحين والصادقين وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أدي قتل واستشهاد الشيخ الى سقوط عمود مهم من خيمة أهل السنة في مدينة (درنة)، وفقد أحد أبرز علمائها الأفاضل الناشرين للعلم والفضائل والمكرمات في طلبته ومحبيه ومجتمعه.

تحميل